الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي في إفتتاح المؤتمر المصرفي العربي: لوضع خارطة طريق إقتصادية عربية تحصن ثرواتنا ومجتمعاتنا

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي” أن الحكومة اللبنانية تكثف جهودها لتثبيت الأمن والإستقرار على الساحة اللبنانية والنأي بها عن تداعيات ما يحصل في المنطقة ، كما أنها تسعى لتعزيز قوة لبنان الأساسية عبر تعزيز صداقاته وصدقيته وعلاقاته الخارجية خاصة في المجالات الإقتصادية والمالية والمصرفية” .

وإذ دعا إلى ” تحقيق تكامل إقليمي يحصّن الإقتصاد العربي في مواجهة تحديات وتداعيات التطورات والمتغيرات الجارية والمقبلة في الإقتصادين العربي والعالمي”، شدد على ” أنه سيكون للبنان دور فاعل في التخفيف من تداعيات هذه الأحداث وإنعكاساتها على مستقبل شبابنا العربي وتعزيز قدراته على المستويات كافة” .

ولفت إلى ” أن الحكومة اللبنانية أنجزت عدداً كبيراً من المراسيم التنظيمية تمهيداً لطرح بداية التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية ، وقبل نهاية هذا العام ستنشئ هيئة إدارة البترول وكل المراسيم التنظيمية لإدارة هذا القطاع “. ودعا ” الإخوة العرب إلى المشاركة في هذه الورشة الأساسية للبنان وإقتصاده”.

مواقف الرئيس ميقاتي جاء في خلال إفتتاحه “المؤتمر المصرفي العربي”قبل  ظهر اليوم في فندق فينيسيا .

كلمة الرئيس ميقاتي

وقال الرئيس ميقاتي في كلمته : يسعدني أن أكون في حفل إفتتاح المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2011، الذي ينظمه إتحاد المصارف العربية ، في بيروت ، العاصمة التي أحبتكم ، والتي إعتادت على إستقبال أشقاء لبنان وأصدقائه، تفرح في إحتضان نشاطاتهم ، وتعتز بأن تبقى على مر السنين مكاناً جامعاً للبنانيين ولأشقائهم العرب حول كل ما يساهم في تقدم بلداننا العربية ونموها .

أضاف: لو لم يكن للبنان خصوصيته في جذب الإخوة من كل الأقطار العربية، ولو لم تكن بيروت منارة حقيقية لنشر نورها وأفكارها، لما إلتقينا جميعنا هنا في هذا المكان المميز ، وهذا دليل على ثقتكم بهذا البلد وبإمكاناته ودوره كملتقى أساسي لبحث قضايانا الإقتصادية ونشاطاتنا الإستثمارية ، لأن لبنان كان سباقاً منذ إستقلاله بترسيخ العمل العربي المشترك ، وميزته الأساسية، هي هذه المساحة الكبيرة من الحرية في مجتمع كثير التنوع والإنفتاح على الجميع.

وقال : لا بد لي هنا من التنويه بمبادرة إتحاد المصارف العربية في عقد هذا المؤتمر وفي جمع هذه النخبة من الإقتصاديين وأصحاب القرار ورجال الأعمال لمناقشة أفكار تخدم مستقبل عالمنا العربي ، وأدعو الإتحاد إلى المشاركة في وضع خارطة طريق إقتصادية عربية ، تحصّن ثرواتنا ومجتمعاتنا وأجيالنا القادمة. ومن موقع المسؤولية أقول إن العبرة هي في المتابعة والتعاون المشترك ، لتحقيق تكامل إقليمي يحصّن الإقتصاد العربي في مواجهة تحديات وتداعيات التطورات والمتغيرات الجارية والمقبلة في الإقتصادين العربي والعالمي. وفي هذا السياق سيكون للبنان دور فاعل في التخفيف من تداعيات هذه الأحداث وإنعكاساتها على مستقبل شبابنا العربي وتعزيز قدراته على المستويات كافة .

وقال : لقد حقق لبنان نسبة عالية من النمو الإقتصادي خلال عام 2010 بلغت حوالي 7،5% بحسب تقديرات المؤسسات العالمية واقترب حجم ناتجه الإجمالي المحلي من 40 مليار دولار، كما أنه حافظ على مستوى معقول من التضخم بلغت نسبته حوالي 5% . ورغم تأثر لبنان بالأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية الجارية محلياً وفي منطقتنا العربية ، إلا أننا نبذل قصارى جهدنا كحكومة للتخفيف من تأثير تلك الأحداث على الوضع الإقتصادي في لبنان، وكذلك على الوضعين السياسي والأمني فيه .

إن الحكومة اللبنانية عازمة على معالجة كل القضايا والمسائل التي تعيق تطور الإقتصاد اللبناني ، والعمل على إعادة تنشيط كل القطاعات وتحسين مناخ الإستثمار والأعمال ، وزيادة الإنتاج والتصدير والأهم معالجة القضايا الإجتماعية .

أضاف : لقد كان لبنان من أقل الدول تعرضاً لتأثيرات الأزمة المالية العالمية ، وبقي قطاعه المصرفي أكثر حصانة ومناعة، متمتعاً بسمعة وصدقية على النطاقين العربي والدولي ، وهو يمتلك قطاعاً مصرفياً كبيراً ونشطاً، يعمل بكفاءة عالية ويطبق أعلى المعايير الدولية في العمل المصرفي ، وقد تجاوز حجم هذا القطاع ثلاثة أضعاف حجم الإقتصاد اللبناني ، وزادت نسبة نموه عن 7% في خلال هذا العام على الرغم من كل ما يحيط بنا من أحداث . وإننا نعمل على الحد من الإعتماد الكبير عليه في تمويل الدولة اللبنانية، وتخفيف العبء الملقى على عاتقه على هذا الصعيد . كما نعمل على إطلاق مشاريع تتيح للمصارف إمكانية إستعمال الفائض من أصولها لتمويل الإستثمارات المختلفة المنتظرة في لبنان.

وقال : إن الحكومة اللبنانية، التي تعي دقة الظروف الراهنة، وتتابع التطورات المتسارعة على الإقتصاد العالمي والتداعيات المحتملة على لبنان ، تكثف جهودها لتثبيت الأمن والإستقرار على الساحة اللبنانية والنأي بها عن تداعيات ما يحصل في المنطقة ، كما أنها تسعى لتعزيز قوة لبنان الأساسية عبر تعزيز صداقاته وصدقيته وعلاقاته الخارجية خاصة في المجالات الإقتصادية والمالية والمصرفية .

وتابع : إن الحكومة اللبنانية تكرر تأكيدها بأن لبنان الذي طالما قام بتطبيق كل القرارات الدولية وإحترم تعهداته المالية ، سيستمر في هذا النهج بما يؤمن مصلحته الوطنية . وإننا نعلق أهمية كبيرة على دعم أشقائنا العرب وأصدقائنا الدوليين، ونؤكد مجدداً عملنا على مواصلة تنفيذ القرار 1701 لحماية لبنان من أي عدوان، والحرص على دور اليونيفيل في حماية أمن الجنوب وإدانة الإعتداءات الإسرائيلية ، كما نسعى لترسيخ حدودنا البحرية للإفادة من ثروتنا النفطية . أقول في هذا الإطار أننا أنجزنا عدداً كبيراً من المراسيم التنظيمية تمهيداً لطرح بداية التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية ، وقبل نهاية هذا العام ستنشأ هيئة إدارة البترول وكل المراسيم التنظيمية لإدارة هذا القطاع . وأدعو الاخوة العرب إلى المشاركة في هذه الورشة الأساسية للبنان وإقتصاده.

يبقى همنا الاساسي والدائم حماية الداخل اللبناني وتعزيزه بما يحقق آمال وطموحات اللبنانيين في المجالات كافة . ومن أجل ذلك أكرر دعوتي إلى جميع القيادات السياسية لإجراء حوار صادق وحقيقي يحفظ وحدتنا الوطنية ، لأنه لا بديل عن هذا الحوار سبيلاً لتعزيز هذه الوحدة التي نحن اليوم أحوج ما نكون إليها في ظل ظروف وأوضاع دولية وإقليمية مليئة بالصعوبات والتحديات ، والحوار هو مفتاح الإستقرار ، لا بل بوابة الإزدهار . ختاماً ، أشكركم جميعاً ، وأشكر إتحاد المصارف العربية على الجهود التي بذلها لتنظيم هذا المؤتمر متمنياُ لكم إقامة طيبة ولمؤتمركم النجاح في الخروج بتوصيات تخدم أهدافنا الإقتصادية العربية المشتركة .

نشاط السرايا

إلى ذلك إستقبل رئيس مجلس الوزراء رئيس الوفد الأوكراني للتعاون الإقتصادي والتجاري الوزير أناتولي بلزنيوك يرافقه سفير أوكرانيا في لبنان فلاديمير كوفال ، وجرى البحث في سبل التعاون الإقتصادي بين البلدين .

بعد اللقاء قال الوزير الأوكراني : إجتمعت اليوم مع دولة الرئيس، بصفتي رئيساً للوفد الأوكراني للتعاون الإقتصادي ، لمناقشة سبل التعاون بين البلدين، وأنا أعمل في هذا السياق مع وزير الإقتصاد اللبناني ،ومع ممثلين عن رجال الأعمال اللبنانيين لمعرفة كيفية تحديد خياراتهم في مجالات التعاون المستقبلية . تطرقنا في خلال اللقاء إلى كيفية تقديم الحكومة المساعدة لرجال الأعمال اللبنانيين والأوكرانيين لتطوير الإقتصاد في كلا البلدين ، وبشكل عام فإن تطوير خطوط للتعاون الإقتصادي يستدعي البحث في مشاريع متخصصة تساهم في تحقيق ما ذكرته . في خلال  لقائنا مع رئيس الوزراء اللبناني إقترحنا مشروعين متخصصين يتعلقان بحقول الطاقة والزراعة ، وسنتابع الملف في خلال محادثاتنا في بيروت.

محافظ البنك المركزي التونسي

وإستقبل رئيس مجلس الوزراء محافظ البنك المركزي التونسي كمال النابلي يرافقه سفير تونس لدى لبنان محمد فوزي بلوط وجرى عرض للعلاقات الثنائية .

بعد اللقاء قال السيد النابلي : زيارتنا العاصمة اللبنانية هي للمشاركة في مؤتمر إتحاد المصارف العربية ، وفرصة للقاء المسؤولين اللبنانيين ودولة رئيس مجلس الوزراء لتفعيل التعاون بين تونس ولبنان، خصوصاً أن تونس تمر الآن بمرحلة إنتقالية مهمة،وللبحث في مسائل ذات الإهتمام المشترك في إطار تعاون مستقبلي في مجالات الإستثمار والتجارة والسياحة. كذلك تحدثنا عن التطورات في تونس ، ونقلت إلى دولة الرئيس ميقاتي تحيات رئيس الدولة في تونس ورئيس الوزراء ووجهت إليه دعوة لزيارة تونس في أقرب وقت .

وزير تركي سابق

وإستقبل الرئيس ميقاتي وزير المال التركي السابق كمال أوناكيتان الذي قال : زرت دولة الرئيس للبحث معه في سبل التعاون في مجال الأعمال ، وكان سبق لي أن قمت بزيارة عمل مماثلة عندما كان رئيساً لمجلس وزراء أيضاً العام 2005.

رئيسة إيرلندا

وتلقى الرئيس ميقاتي رسالة من رئيسة إيرلندا ماري ماك أليز جاء فيها : إسمحوا لي أن أعرب لكم عن تقديري الكبير لإستضافتكم الكريمة وحفاوة إستقبالكم لي وللسناتور ماك أليز في خلال زيارتنا الأخيرة للجمهورية اللبنانية.

لقد قدرت اللقاء المثمر الذي عبرنا في خلاله عن رغبتنا المشتركة في توسيع نطاق العلاقات الثنائية بين بلدينا، خاصة في المجال الإقتصادي، إضافةً إلى الإقتراح العملي الذي طرحتموه في هذا الإطار والمتمثل في إيفاد بعثة برئاسة معالي الوزير نقولا نحاس إلى إيرلندا لدراسة هذا الموضوع. وقد علمت أن الوزير ألان شاتر الذي شارك في الإجتماع الذي عقدناه في السراي الحكومي قد نقل هذا الإقتراح لزملائه الوزراء، وأنه يتواصل مع الوزير نحاس لتأكيد رغبة حكومتنا في إستضافة هذه البعثة. إسمحوا لي أن أعبر لكم عن أملي في أن تنجح هذه البعثة في تحقيق هدفها في تعزيز علاقات الصداقة والثقة التي تربط بلدينا من خلال الدور التي تلعبه ايرلندا في قوات اليونيفيل، وذلك عبر أشكال جديدة من التعاون وتبادل الخبرات.

أضافت : إن هذه الزيارة الأخيرة التي قمت بها كرئيسة لإيرلندا كانت ممتعة ومجزية، وسأتذكرها طويلاً. كما أسعدتني رؤية التغيير الملحوظ الذي حققه قادة بلدكم وشعبه بشكل أساسي وسريع في خلال السنوات التي تلت الحرب. إنني، إذ أتوجه لكم بالشكر، إسمحوا لي، دولة الرئيس، أن أتوجه بأطيب التحيات للسيدة ميقاتي ولأفراد عائلتكم وأن أتمنى لكم النجاح في أداء مهامكم، ولبلدكم وشعبكم السلام والإستقرار والإزدهار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى