المقالات

من الذاكرة …كتب عماد العيسى

التاسع عشر من شهر تموز عام 2006 وقع مالم يكن بالحسبان بالنسبة لابو محمد شكر , فالحسابات كانت بالنسبة له الترحيب بالعائلة في كندا ولكن القدر كان اقوى , طائرات العدو الصهيوني تغير على منزل مدني في بلدة النبي شيت في البقاع اللبناني وتغتال كل من فيه لتصل الاخبار الى الاب المفجوع عبر الراديو , العائلة اصبحت عند الرفيق الاعلى وفي الجنة بحكم الشهادة والقاتل ( صهيوني ) ماذا يقول الاب المفقود ( لانه اصبح مفقود بكل معنى الكلمة بعد ان فقد العائلة بشكل كامل , الام والابناء .
ابو محمد شكر ابو بالاحرى ابو الشهداء ماذا تقول بهذه الذكرى الاليمة ؟
اشتقت لكم احبتي ولا تظنوا انني اشتاق فقط في مواسم ذكرى الرحيل , والله الذي لا اله الا هو لا تغيبوا ولن تغيبوا عن بالي ولا لحظة ولو كانت صغيرة وسأبقى وفيآ لكم الى ان نلتقي في الجنة ان شاء الله واجدد ما اقوله لكم دائمآ بالسر والعلن ,
في الحقيقة ورغم جبروت العدو الصهيوني لن اتوقف مطلقآ عن متابعة واجبي اتجاهكم في كل بقاع الارض مهما طال الزمن وسأسعى لايصال مظلوميتكم حتى الرمق الاخير .
هل ابو الشهداء يؤمن بما يسمى حقوق الانسان وخاصة بعد التجربة المريرة التي عشتها ؟
حقوق الانسان كذبة كبرى يتشدق بها ويستغلها الظالمون لتحقيق اهدافهم واطماعهم وعندما يكون الوضع غير مناسب بالنسبة لهم يتناسون كل ما له علاقة بكذبة حقوق الانسان .
ابو محمد كيف تنظر الى الاعلام وخاصة بما له علاقة بمجزرة آل شكر ( ان صح التعبير ) ؟
التعاطف يتجلى بوضوح عندما تظهر الحقائق من خلال الاعلام لكن , طالما الظالمون يسيطرون على ابرز المحطات والقنوات والمنصات الاعلامية فهي مشكلة اعلامية وظلم آخر يتعرض له الانسان , لذلك علينا توضيح المظلومية من خلال اعلامنا الصادق مع المثابرة دون كلل وحكمآ النجاح امر حتمي في نهاية المطاف بعون الله عز وجل .
ابو محمد شكر تحدثنا بشكل عام عن التحركات التي تقوم بها لأظهار المظلومية امام الراي العام الدولي ولكن لفتني صوت الشهيد محمد عندما كان ينادي ( بابا بابا ) وكأنه يستنجد بك ؟
نعم يظن البعض ان هذه الاستغاثة كان يمكن لها ان تحطمني ولكن بعون الله اصبح صوت محمد دافع اعطاني القوة لمجابهة قوى الظلم العالمية وسأستمر كما قلت الى حتى تظهر المظلومية وحتى النفس الاخير .
ابو الشهداء جلت العالم بحثآ عن اظهار هذه المظلومية فما هي النتيجة ؟
مما لا شك فيه ان الكثير من شعوب العالم كانت متعاطفة معي بشكل جيد وخاصة الشعوب الغربية ولكن وبنفس الوقت كنت بحاجة لتتكاتف بعض المؤسسات والجمعيات العربية والاسلامية معي وبذلك تكون القضية اقوى على الصعيد العالمي ولكن بصراحة بعض هذه المؤسسات والجمعيات تشعرك بانها ذات نفس قصير , لذلك يتوقفون بسبب اليأس وقصر النظر ولكنني اطالب دائما باوسع مشاركة من هذه الجهات وخاصة بعد سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على العالم والتي نستطيع ان نستغلها اسغلال ايجابي من اجل نشر واظهار الحقيقة , وهذا ما سيحصل في نهاية المطاف وهنا القضية قناعة وايمان ان الظلم لا يمكن ان يستمر .
رحم الله عائلتكم ورحم الله جميع الشهداء واقول دائما وليس من باب اليأس , الظلم في هذه الحياة الفانية هي مرحلة نقطعها او نمر بها ولكن في النهاية عند الله لا يوجد ظلم والعدل هو الاساس لذلك فالايمان بالله عز وجل يعطينا الصمود والامل بشكل دائم , كان الله بعونك ابو الشهداء وندعوا الله ان يعطيك مزيدآ من الصبر والايمان حتى تستطيع استكمال هذا الطريق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى