التحقيقات

القضية الحقيقية للنخبوي المستقل تعارض القضايا المسيسة المفروضة \ أسامة اسماعيل

مسرحيات صراعات السياسيين والأحزاب والمجموعات الشعبوية المرتبطة بالخارج وخلافاتهم وانتخاباتهم النيابية والرئاسية ليست قضية الصراع الحقيقية للفرد النخبوي المستقل بل قضية الصراع الحقيقية لديه هي قيمته وكيانه وحقوقه ضد القطيع الطائفي والعشائري والحزبي والشعبي،والحرية ضد الفوضى والتسلط والتعصب والاحتلال،والنخبوية ضد الشعبوية،والعقلانية ضد الطائفية والولاء العاطفي للطوائف والأشخاص والأحزاب والمجموعات،والاستقلال ضد التبعية والتحزب،والهدوء والنشاط ضد الضجيج والازعاج والجمود.
الواقع الحالي هو عكس مايريده الفرد النخبوي المستقل،والسبب هو اسقاط قيمة العقل والارادة الفرديين لمصلحة المعتقدات الجاهزة والجامدة والعواطف الجماعية والمصالح المادية،التي أصبحت تتحكم بمفاهيم الدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد،لذلك تراجعت قيمة الفرد وخاصة النخبوي المستقل لمصلحة الجماعة الطائفية والحزبية والعشائرية والشعبية،وغاب المفهوم الحقيقي للسياسة المرتبط بالعلم والثقافة النخبوية الذي يعني الادارة والتنمية وتحسين الأوضاع مقابل المفهوم المزيف للسياسة،الذي يعنى بالزعامة الطائفية والحزبية والشعبية والمناصب والانتخابات والحصص والسيطرة وافتعال الأزمات وخدمة دول خارجية كما هو الحال في لبنان اليوم.وما الأزمة المفتعلة منذ سنة2019 ومسرحيات الصراع حول المناصب وخاصة رئاسة الجمهورية والحكومة والصلاحيات ومايسمى حقوق الطوائف الا نتيجة هذا المفهوم المشوه والمزيف للسياسة والشأن العام،وتشجع استمرار هذا الأمر، وسائل اعلام وتواصل حزبية ومسيسة وشعبوية،ويدعي بعضها أنه مستقل وسيادي.وتساعد هذه الوسائل من يسمون “زعماء”وسياسيين والأحزاب في مسرحيات صراعاتهم وجدالهم الممل والعقيم حول الانتخابات ورئاسة الجمهورية والصلاحيات والتوازنات الطائفية متناسين الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية والانمائية التي سببوها،ولافرق لديهم،مادام هنالك مصفقون وهاتفون وتابعون لهم، بمهرجانات وغير مهرجانات.فلاحلول شاملة وناجعة ولاتحسين أوضاع ولاتنمية ولانشاط مثمر وبناء ولاراحة ولاهدوء، واما ضجيج مزعج وعقيم واما جمود مجحف وممل.
المثقف النخبوي المستقل يتعرض للمحاربة والمضايقة لأنه يملك القضية الحقيقية والصحيحة التي يخوض صراعا”لأجلها،ويفضح بها زيف القضايا التي يفرضها من يسمون”زعماء”وسياسيين والأحزاب والتابعون لهم والشعبويون والدول الخارجية الداعمة لهم.وهؤلاء يستثمرون حالة القطيع الطائفي والعشائري والحزبي والشعبي المستشرية وغياب قيمة الفرد وخاصة النخبوي المستقل،ويستثمرون أيضا”الأزمة الحالية ماديا”واقتصاديا”ومعنويا”وشعبيا”.وكم من التابعين لهم والقريبين منهم وممن يدعون أنهم ثوار أصبحوا أغنياء أو أثرياء أو ازدادوا غنى وثراء”بسبب هذه الأزمة وارتفاع سعر الدولار الأميركي أي سعر السوق السوداء المتداول،فيما النخبوي المستقل الحقيقي الذي يعمل بعلمه وثقافته وكفاءته وحريته وكرامته،لحقه الضرر المادي والاقتصادي والنفسي من هذه الأزمة وازداد تقلص دخله الفردي وقدرته الشرائية مقابل الغلاء الفاحش عدا محاولات الانتقاص من قيمته المعنوية في زمن يحترم فيه ويبجل ذوي الدخل المرتفع والمال الكثير والمستفيدين من الأزمة وان كانوا لايملكون العلم والثقافة والنزاهة والذوق.والأنكى من ذلك أن الذين يتحملون مسؤولية الوصول الى هذه الأزمة ونتائجها يتهمون بعضهم بعضا”،والأدهى أن الأسوأ منهم يتلطى وراء شعارات القداسة والبراءة ويدعي أنه يحب المستقلين والتغيريين رغم أنه من الأكثر عداوة للمستقل الحقيقي النخبوي،ومن الأكثر كرها”لذوي الدخل المحدود والمنخفض المكتوين بنار هذه الأزمة المفتعلة،فيما هو أثرى من الأزمات!!!
قضية الصراع الحقيقية ليست ما يطرحه ويفرضه من يسمون “زعماء”وسياسيين والأحزاب والمجموعات الشعبوية والدول الداعمة لهم عبر وسائل الاعلام والتواصل المسيسة والتابعة لهم والشارع ومهرجاناتهم ومناسباتهم الخطابية وانتخاباتهم والأزمات التي يفتعلونها بل القضية الحقيقية هي تحرير الانسان والحياة والواقع في هذا البلد من براثن النتائج السيئة للنظام الديموقراطي الانتخابي الطائفي الحزبي والطائفية والتسييس والتحزب والشعبوية واللاعقلانية والسطحية والفوضى والتسيب والتسلط والتبعية للخارج،وليست الانتخابات النيابية وتأليف الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتبديل شخص من هنا بشخص اخر من هناك،هي القضية الحقيقية والحل الحقيقي والشامل.
أسامة اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى