التحقيقات

عجبا”يفتعلون أزمة كبيرة لأجل الانتخابات والنفوذ والأرباح! – أسامة اسماعيل

الانحطاط والتخلف والسطحية واللاعقلانية والشعبوية تعصف بكل شيء، بالدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد فتقلب مفاهيمها وغاياتها الحقيقية رأسا”على عقب.وما الأزمة الحالية الا نتيجة هذه الأمور.فهذه الأزمة المفتعلة والمظاهرات أو ما يسمى “ثورة”ومسرحيات الصراع والخلاف بين المتزعمين والأحزاب والانتخابات التي يسوقون لها ليست للتغيير وتحسين الأوضاع واصلاح النظام والدولة والادارة والمجتمع،ولو كانت كذلك لتحسن الوضع منذ أكثر من سنتين حتى الان،ولكنه انتقل من سيء الى أسوأ في ظل المزيد من اختلال المفاهيم والمعايير والغايات للوسائل والنظم وانقلابها.
الذين افتعلوا هذه الأزمة وحركوا المظاهرات وأفعال العنف لايهدفون الى تغيير الواقع للأفضل وتحسين الأوضاع العامة بل يريدون النفوذ والسلطة والفوز بالانتخابات والأرباح المالية وخدمة دول خارجية،
والا لما ارتفعت الأسعار ارتفاعا”جنونيا”الى حد يفوق بكثير القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود والمتدني ولما حدث هذا التقنين القاسي للكهرباء في ظل الزيادة في فاتورة الاشتراك بمولد الكهرباء بعد رفع الدعم عن المحروقات. ومنذ بداية هذه الازمة المفتعلة والمظاهرات في تشرين الأول2019 تم تحويل مليارات الدولارات من الودائع بالدولار الأميركي من المصارف في لبنان الى الخارج،ما أدى الى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية حتى بلغ سعره اليوم حوالي 32000 ليرة وارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية والخدمات الى أكثر من 600 في المئة ،ما يدل على أن هذه الأزمة وما تلاها من مظاهرات وقطع طرقات وعنف ليست لتغيير الواقع للأفضل وتحسين الأوضاع العامة
بل لأجل الانتخابات والسلطة والنفوذ وتحقيق الأرباح المالية الطائلة وخدمة نفوذ دول خارجية ومصالحها،وليست لأجل المستقلين الحقيقيين.فالمستقل الحقيقي هو من أكثر المتضررين من هذه الأزمة وهو أكثر من يعلم بأن المظاهرات والانتخابات الشعبية لاتغير النظام والواقع للأفضل ولاتحسن الأوضاع العامة بل هي تعيد انتاج النظام والواقع والمتزعمين والأحزاب الطائفية والايديولوجية الشعبوية أو ما يسمى “الطبقة السياسية”.لذلك، هم متحمسون للانتخابات النيابية ويطبلون ويزمرون لها عبر وسائل الاعلام التابعة لهم أو القريبة منهم لأنها تمنحهم التجديد والقوة فيما التمديد لهم يضعفهم ويجعلهم في حالة ترهل الى حين ذهابهم بشكل تلقائي ومجيء البديل الأفضل،عندئذ يكون التغيير الحقيقي.وتؤدي الانتخابات الى اعادة انتاج المنهجية والأداء اللذين يرتكزان على الانفاق والتوظيف الانتخابيين اللذين يتعارضان مع التنمية الشاملة بعيدة المدى وتحسين الأوضاع العامة وترشيد الانفاق.
أين الحلول الشاملة للأزمة؟ فالسائد والمطروح هو اجراءات جزئية وترقيعية تعقد الأزمة وتطيل أمدها وأين هي المعالجات الشاملة لأسباب
ارتفاع سعر الدولار الأميركي أضعافا”مضاعفة مقابل الليرة اللبنانية ومشكلة فقدان الوظائف وفرص العمل ومشكلة التقنين القاسي للكهرباء؟وهل تعالج هذه المشكلات برفع الدعم عن المواد والسلع الأساسية والاستهلاكية والمحروقات في ظل تقلص قيمة الرواتب والأجور والمداخيل الدنيا والمتوسطة الى حوالي85في المئة وارتفاع معدل تضخم الأسعار الى أكثر من 600 في المئة وعدم تقديم بدائل مالية عادلة؟وماذا عن الوعود بزيادة التغذية بالتيار الكهربائي الى 10ساعات يوميا”في بداية العام2022 فيما المعلومات المتداولة اليوم تقول ان سعر العداد الثابت الشهري لكهرباء لبنان سيرتفع من 10000ل.ل. الى أكثر من 250000ل.ل. مع ارتفاع سعر الكيلوواط ساعة الى حوالي3000ل.ل. مقابل تغذية بالتيار الكهربائي لاتتعدى 6ساعات؟!
الديموقراطية الانتخابية الطائفية الحزبية الشعبوية تتيح لأي فرد أن يرشح نفسه وينتخب ويقرر وأن يكون مسؤولا”وقياديا”ومديرا”
وان كان غير جدير وغير كفء وغير متخصص بذلك، وتستولد هذه الديموقراطية متزعمين وأحزابا”طائفية وايديولوجية شعبوية ومجموعات شعبية مرتبطة بدول خارجية تفتعل الأزمات ومسرحيات الخلافات وتحرك المظاهرات لأجل الانتخابات والسلطة والنفوذ ومصالحهم،وتقوم بتهميش المثقف النخبوي المستقل.وهذا الأمر أحد أهم الأسباب لواقع الانحطاط والتخلف والسطحية واللاعقلانية والفوضى والتسلط والتحزب والتعصب وغياب التنمية الشاملة والعادلة.وهذا السبب يضاف الى اختلال التوازن بين العقل والارادة والعاطفة والغريزة والمصلحة المادية وانحراف المفاهيم والممارسات المتعلقة بالسياسة والدين والمجتمع والاقتصاد.
أسامة اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى