الأخبار اللبنانية

فتفت: على الحكومة طرد السفير السوري

أقام قطاع المحامين في تيار المستقبل ـ منسقية الضنية إفطارا رمضانيا لدعم ترشيح المحامي ميشال خوري لمقعد نقيب المحامين في طرابلس والمحامي سعدي قلاوون لعضوية المجلس، في حضور النواب أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز وكاظم الخير ونقيب المحامين بسام الداية والمنسقة العامة للمهن الحرة في التيار في لبنان بشرى عيتاني ومنسق التيار في الضنية هيثم الصمد وممثل القوات اللبنانية في الضنية جورج خوري وممثلين لكل قوى الرابع عشر من آذار ومنسقي الدوائر والقطاعات في التيار وعدد كبير من محامي قضاء المنية – الضنية.

بعد النشيد الوطني، قال فتفت: “نلتقي هذا المساء ويفترض في مساء رمضاني ان تشعشع الاضواء من حولنا ولكن عندما ننظر الى هذه الظلمة نتذكر ان هناك من نأى بنفسه عن مصالح اللبنانيين، ومن في موقع المسؤولية يأنى بنفسه إنما ينعى نفسه عن موقع المسؤولية. نتفهم في بعض الاحيان ان تفرض الموجبات السياسية ان يكون هناك نأي بالنفس في مصالح عليا وفي علاقات دولية مع علامات استفهام، اما ان ننأى بأنفسنا عن مصالح اللبنانيين فهذا لم يعد مقبولا. في أي دولة نعيش ونحن في ظل دولة تنأى بنفسها عن الكهرباء والماء والهاتف والاتصالات والعدالة والحقيقة وكل شيء، في ظل حكومة تسمى حكومة وهي غائبة عن كل الملفات؟ لم يشهد تاريخ لبنان حركات احتجاج كالتي يشهدها في هذه الاسابيع. لأول مرة في تاريخ الدولة اللبنانية القطاع الاداري العام في الشارع وهذا لم يحدث منذ الاستقلال والسبب يعود الى الوعود العرقوبية لمسؤولي هذه الدولة”.

أضاف: “نحن امام حالة سياسية تثير التعجب حتى لا نقول الاشئمزاز. وصل النأي بالنفس لدرجة النأي بالنفس عن دماء اللبنانيين وعن أرضهم وسيادتهم وحقوقهم بالعيش بكرامة في وطنهم. تكررت الاعتداءات على حدودنا الشرقية والشمالية من كتائب الاسد، ولدينا من يسمى بوزير خارجية لبنان يعتبر انها أحداث بسيطة. تجاوز عدد القتلى العشرة وعدد الجرحى الخمسين وعشرات المنازل المدمرة، آلاف المهجرين اللبنانيين في بعض القرى اللبنانية على الحدود ولا من يسأل حتى ظننا في تفاهاته الاخيرة انه بات موظفا صغيرا أو مستكتبا لدى السفير السوري في بيروت. يبدو انه ممنوع على اللبنانيين أيّا يكن حتى بالاشارة الى تجاوزات السفير السوري الدبلوماسية والاخلاقية حتى ولو كانت بحق فخامة الرئيس ، فيستهجن من يسمى بوزير الخارجية ويصل الى وصف الموضوع انه قلة التهذيب. نقبل هذا الكلام لو صدر عن شخص يتمتع بحس عال من الوطنية. إنه وزير لا يتمتع بأي حس وطني، والا لما كان وافق وفي مواقف عدّة بهذا التجنّي وهذه الاعتداءات المتكررة على أرض لبنان وعلى السيادة اللبنانية وعلى شعب لبنان وعلى حقيقة الواقع اللبناني”.

وتابع: “فلنتذكر يوم وقف السيد بشار الجعفري في الامم المتحدة بإسم الحكومة السورية يتهم لبنان بكل الموبقات ويتهم لبنان بأنه موطن القاعدة في الشرق الاوسط . نشكر الله بأنّ لدينا رئيسا للجمهورية يتمتع بحسّ احترام الدستور والسيادة ، فإنتفض وكذّب هذا الكلام ، فإذا بحكومتنا تصمت ، وإذا بالسفير السوري ومن على منبر وزارة الخارجية يعمد الى تكذيب فخامة الرئيس وليس هناك من يرد، انه الصمت المدقع لمعالي الوزير. ثم بادر فخامة الرئيس وهذا حد أدنى بالمطالبة بمذكرة إحتجاج تسلّم للسفير السوري بعد إستدعائه. تردد وزير الخارجية وقام السفير السوري بإنتقاد مبادرة فخامة الرئيس بإستغرابه لها، فما كان من الوزير الا ان يعتبر انّ تصرف السفير السوري هو مجرد ردّة فعل طبيعية ، علما انه وفي زمن ليس من بعيد قامت سفيرة الولايات المتحدة بزيارة شخصية سياسية في زحلة ، فقام الوزير بإستدعائها ووجّه لها تأنيبا، قد يكون محقا بالاصول الديبلوماسية، ولكن كيف نتعامل مع من يسمح لنفسه بالردّ على فخامة الرئيس بتكذيب وإستهجان لما قاله ؟ يبدو اننا امام جلالة السفير او فخامة السفير لاننا في دولة الجمهورية . ممنوع لنا ان نشير ولو بالبنان الى اخطاء السفير التي تراكمت حتى أنها وصلت الى حد الجرائم ليس فقط بالمقولات السياسية. سيأتي يوم على السفير السوري يطال به امام القضاء ، وعليه حينها ان يفسّر لنا ماذا فعل بالاخوة الجاس ؟ ماذا فعل بنائب رئيس جمهوريته السابق شبلي العيسمي ؟ أسئلة لا بدّ للتاريخ ان يحاسبه عليها وأعتقد ان عدالة التاريخ آتية سريعا”.

وقال فتفت: “نحن لسنا امام حالة شاذة فقط ولكن امام ظرف سياسي فلم يعد من المقبول ان يسمح لمن يتمتع بالحصانة الديبوماسية ان يتصرف بهكذا طرق. نصرّ على الحكومة إن كان هناك ما يسمى بحكومة بأن تبادر الى طرد السفير السوري الى دمشق حيث مأواه ، هذا هو الحدّ الادنى الذي يمكن ان يرضى به الشعب اللبناني . ما فعله السفير السوري تجاوز كل ما يمكن ان يحتمل وهو “يتمختر” من مكان الى آخر، من زيارة الى أخرى ،ويتصدّر منبر وزارة الخارجية حين يريد ، ولا وجود لمن يفترض عليه محاسبته أو على الاقل حتى الردّ عليه . هل نستغرب صمت وزير الخارجية ؟ فقد صمت أيضا وزير الدفاع على الاعتداءات على الحدود الشرقية والشمالية . نشكر الله ان الجيش في النهاية إنتشر ونأمل ان يؤمن الحماية للمواطنين”.

وتابع: “نرفض التهريب بإتجاه سوريا ومن سوريا الى الداخل اللبناني حفاظا على دولتنا ، نرفض استعمال الارض اللبنانية لاسباب أمنية بإتجاه سوريا. موقف واضح أعلناه منذ زمن طويل ، اننا منحازون الى جانب الشعب السوري سياسيا وإعلاميا وإنسانيا بدعم الذين إضطروا للنزوح عن بيوتهم في سوريا والقدوم الى لبنان ، ولكن لا يحاول أحد إستغلال هذا الدعم وإعطاءه طابعا أمنيا ليس له ، وهو مرفوض من كل القوى السياسيّة لذلك طالبنا منذ زمن طويل بنشر الجيش اللبناني على الحدود ويبدو ان القرار قد اتّخذ أخيرا مع العلم اننا لا ندري لماذا تأخر هذا القرار سنة كاملة . وزير للخارجية لا يتمتع بأيّ إحساس وطني ، ووزير للدفاع غافل عما يجري على حدود بلاده فليس لنا الاّ ان نشكر الله على وجود رئيس للجمهورية يملأ الفراغ الذي تركته الحكومة بإستثناء الاطمئنان على حال اللبنانيين الى درجة سمحت لرئيس الحكومة بأن يكون في هذه اللحظة بالذات في لندن يتمتع بالالعاب الاولمبية. يبدو ان لا مشاكل في لبنان وان حفلة إفتتاح قد تشارك فيها مادونا او سواها هي اهم من متابعة قضايا الشعب اللبناني وأولى من الاهتمام بعشرات الآلاف من النازحين السوريين. الحمد الله ان هناك مجتمع مدني في لبنان ، فألف تحيّة لهيئات المجتمع المدني التي تقوم بدور كبير بمساعدة النازحين في ظل غياب الدولة اللبنانية ما عدا بعض المظاهر، ولا يمكننا ان ننسى الدور الكبير للدول العربية مشكورة بمبادراتها بدءا من المملكة العربية السعودية ،الى دولة الكويت ، الى دولة الامارات ،الى كل دول الخليج التي تساهم مساهمة كبيرة في التخفيف من عبء هؤلاء النازحين”.

أضاف: “إن قضية الشعب السوري هي قضيتنا مثل كل قضايا الشعوب العربية ، نحن لا ننظر الى القضية في سوريا من باب تصفية الحسابات او الانتقام بل من باب مصالحنا كلبنانيين. نحن في بلد نعتز بالحرية والديموقراطية وحرية الرأي والحرية النقابية وتداول السلطات كما قال سعادة نقيب المحامين الاستاذ بسام الداية ولكننا مررنا بفترات صعبة لان هناك أنظمة شمولية وآحادية التفكير أصرت على حكم هذا البلد وإغتصاب مقدراته السياسية والاقتصادية . من المؤكد ان المصلحة الوطنيّة ومصلحة الاقتصاد اللبناني ومصلحة الحريات والديموقراطية، وبالعموم مصلحة الشعب اللبناني ان نحاط ببلاد ديموقراطية. ليكفوا بتخويفنا بالاسلاميين ، أعتقد ان التجربة المصرية تجربة رائعة وهي تجربة ديموقراطية حقيقية، كذلك الامر بالنسبة للتجربة الليبية والتجربة التونسية. أين هي المخاوف التي يوزعونها يمينا ويسارا، فلا ديموقراطية ولا حرية إذا لم يكن هناك إرادة شعبية جامعة؟ أصبح الجميع مدرك ان التخويف الطائفي إن كان في لبنان او في سوريا هو تخويف عقيم فنعلم اليوم ان المسيحيين السوريين أصبحوا في مقدمة المناضلين من اجل الحريات ودعم الثورة السورية ضدّ شمولية الحزب الواحد وضد منطق الوراثة السياسية وآحادية التفكير. اللبنانيون كانوا السبّاقين في لبنان بإتجاه هذه الطروحات واليوم نحن فخورين جدا ان ننظر من حولنا ونرى ان التجربة الديموقراطية بدأت تعمم، هذا هو الانتصار الفعلي للفكر اللبناني الذي جاهدنا بإشاعته، انما لا يمكن لهذا الفكر ان ينتصر خارج لبنان وان يسقط في لبنان ،اليس هذا ما قاله فخامة الرئيس منذ يومين عندما قال: “الحكم في صناديق الاقتراع وليس في صناديق الذخيرة”. رسالة مهمة يجب علينا كلبنانيين تكريسها على كافة الصعد إن كانت سياسية او نقابية كذلك الامر على صعد الاندية والجمعيات”.

وقال: “الديموقراطية شيء مقدس واستعمال السلاح بأي لحظة كانت، وفي أي مكان كان بغير وجه العدو هو خيانة للوطن. فلنسم الاشياء بأسمائها، وعلى هذا المبدأ، كان هناك يوم ما مقاومة، ولكن يوم ارتد هذا السلاح الى الداخل اصبحنا امام حزب السلاح وامام ميليشيا تريد السيطرة على الحكم وتريد السطو على الدولة وككل عمل ميليشياوي يتدحرج تدريجيا للوصول في بيئته الى مندرجات على الاقل يمكن ان نسميها مافياوية ، من خطف مقابل فدية ، الى تهريب ، الى إستيلاء على بعض المرافق العامة ، والمثال على ذلك ما قرأناه في الصحف انه فقط في مرفأ بيروت هناك 2 مليار دولار لا يدخلون الى جيب الدولة اللبنانية بحجة بضائع تمرر تحت عناوين معينة. من يحمي هذه المليارات ومن المسؤول عن هذا الابتزاز؟ إذا كانوا يدحضون هذه الاتهامات فالطريقة سهلة وبسيطة فليسلموا سلاحهم الى الجيش اللبناني .لن نعترف بأي سلطة كسلطة شرعية تحمل السلاح الا سلطة المؤسسات الامنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني وكل ما عدا ذلك هو سلاح ميليشيا وسلاح مافيا يريد هضم حقوق اللبنانيين”.

وختم فتفت: “انتم في نقابة المحامين اعتقد انكم الادرى في موضوع الحقوق والواجبات، في المواضيع الدستورية والميثاقية، انتم مرجعيتنا للتقييم حين يجب لذلك نحن نفتخر جدا باللقاء بكم”.
ثم كانت كلمة نقيب المحامين في طرابلس بسام الداية فقال: “إن نقابة المحامين في طرابلس حملت بإستمرار القضايا الوطنية التي تهم لبنان ومن أولها قضية إستشهاد رجل أعطى لبنان فكرا وعلما وتضحية حتى بتنا جميعا نقول بأن الشهيد رفيق الحريري كان فعلا شهيد وحدة لبنان وإستقرار لبنان وبناء مؤسسات لبنان ، ولذلك فإننا قد حملنا في نقابة المحامين لواء إستشهاده وهذا ما نعتز ونفتخر به ، وخاصة بأننا كنّا اول نقيب عامل يزور المحكمة الخاصة في لبنان التي تأسست من أجل العدالة ومن أجل تكريس مبدأ نؤمن به كمحامين بأن لا يجب ان يفلت أحد من العقاب ، ومن هذا المنطلق كان على نقابة المحامين التأكيد بأن هذه المحكمة هي حقيقة كاملة ويجب التعامل معها وانه مهما كان للبعض ملاحظات فإنما يجب الرد على تلك الملاحظات امام المحكمة ذاتها، فهي أنشئت بقرار دولي مما يستوجب علينا إحترامها”.

وتابع: “لا يعلو ولا يسمو لبنان سوى بإقتناع جميع أبنائه بأنه علينا ان نحافظ على بلد مميز في هذا الشرق بديموقراطيته بالرغم من بعض شوائب الطائفية والمذهبية . يجب الحفاظ على لبنان الذي يؤمن بتداول السلطات وهذا ما يجب ان يطبّق في سائر الدول العربية .”

وختم الداية: “فخور بكم ايها المحامين ولدوركم في تكريس مبدأ العدالة والحفاظ على لبنان الخير والمودة والعيش الواحد”.

ثم كانت كلمة مسؤول قطاع المحامين في تيار المستقبل فادي سعد الذي قال: “اهلا وسهلا بكم على مأدبة تيار المستقبل، تيار العروبة، تيار الاعتدال، تيار التلاقي والحوار،
تيار العيش المشترك، تيار الوطن كل الوطن. لا استطيع في هذا الشهر الفضيل الا ان استذكر رجلا كبيرا من رجالات لبنان ،رجلاً احبه اللبنانييون واحب لبنان حتى الشهادة .
في هذا الشهر الفضيل لا استطيع الا ان استذكرك يا رفيق الحريري دولة الرئيس ، يا شهيد لبنان ، انك ماثل امامنا الآن واقول لك :نم قرير العين يا دولة الرئيس فإن الله قد تكفل بالمجرمين ،فنمهم من يتهرب من مواجهة العدالة،ومنهم من قضى نحبه مقتولاً، ومنهم من يختبىء في قصره خوفا من شعبه. أما نحن فما زلنا على العهد باقون وسنكمل المسيرة حتى تحقيق حلمك في بناء وطن لجميع اللبنانيين، دولة المؤسسات والقانون، دولة المساواة والعدالة، دولة الحق والاستقرار”.

أضاف: “نجتمع اليوم في هذا الافطار الكريم لنؤكد بأن نقابة المحامين في طرابلس هي نقابة لكل محامي الشمال من كافة الاتجاهات والمناطق ، كما اننا نجتمع اليوم لنؤكد حرصنا على هذا الصرح النقابي الكبير وحرصنا على استمراره وتقدمه. لذلك ومن اجل نقابة حرة قوية بعيدة عن دهاليز السياسة وشؤونها ، من اجل نقابة تحمي المحامين وتصون حقوقهم وترعى الحريات العامة وحقوق الانسان. من اجل نقابة نفتخر بها نؤكد دعمنا وتأييدنا للمرشحين الزميلين الاستاذ سعدي قلاوون على عضوية مجلس نقابة المحامين والاستاذ ميشال خوري على عضوية مجلس النقابة وعلى مركز نقيب المحامين في طرابلس”.

وختم: “اننا ندعو كافة الزملاء من مؤيدين ومناصرين واصدقاء لتيار المستقبل لدعم المرشحين ميشال خوري وسعدي قلاوون لما في هذا التأييد من مصلحة لنقابة المحامين ومستقبلها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى