البلديات

بلدية بيروت الى اين!؟!؟ (2/3) بقلم : المحامي عمر زين*

واقع توزيع الصلاحيات التقريرية والتنفيذية بين رئيس مجلس بلدي ومحافظ ادى الى جعل العاصمة ولا أتعس:
منارة الشرق هل يجوز ان لا يكون فيها مسرح وطني ودار اوبرا يستطيع من خلالهما المؤلفون والمفكرون والمسرحيون والفنانون والمخرجون ان ينتجوا ويبدعوا ويعرضوا انتاجهم فيها،
المكتبات شبه معدومة وان وجدت في بعض المناطق فقد جرى تحويرها الى خدمة ثانوية جداً، وهذا يعرفه القاصي والداني من ابناء بيروت، الحراسة البلدية معدومة تماماً بعد ان كان حراس المدينة يتناوبون في الحراسة على جميع طرقاتها وازقتها، وذلك قبل الاحداث الدامية عام 1975، فكنا نشاهدهم ونسمع صفاراتهم ودقة مراقبتهم، فأين هم وأين يعمل هؤلاء هذا إن وجدوا؟؟؟ وهل يعملون في خدمة رؤساءهم وليس في خدمة المكلفين؟؟؟
المحافظة على الراحة والسلامة والصحة العامة مفقودة بدورها، وما يتعلق بالنظافة ورفع الانقاض والاقذار ايضاً حدث ولا حرج والمشاهد على ذلك كثيرة.
هل يجوز ان يكون مسلخ بيروت بعيداً عنها في بلدة الشويفات؟؟؟ وهل يجوز ان تتوزع دوائر بلدية بيروت لتشغل مبانٍ ليست من املاكها وتدفع بدل ايجارات باهظة وكلها من حساب المكلف المقيم في بيروت؟؟
هل يجوز ان تترك فضلات العقارات التي هي ملك البلدية دون استثمارٍ لصالحها؟
هل يجوز ان تبقى بلدية بيروت غير معنية على الاطلاق بكيفية التخلص من نفايات المدينة؟؟
وهل يجوز ان لا تهتم البلدية لاستدراك او منع ما من شأنه ان يمس الراحة والسلامة والصحة العامة؟؟
الانارة واعمدتها بحالة مزرية، الطرقات وارصفتها تترك بدون اعادة تأهيل مدة طويلة، هذا اذا جرى تأهيلها، إلغاء الزفت عن بعض الطرقات واستبداله بحجر الغرانيت جيد وعاطل وفق الملتزم ووجود او غياب المراقبة عند التلزيم والتنفيذ، وبدل ان يكون في كل منطقة من المناطق الاثني عشر العقارية لمدينة بيروت مستوصفاً بلدياً يلبي حاجات الطبقات الفقيرة وحتى المتوسطة، نرى ان عدد المستوصفات اقل من المطلوب، وبعض القائمة منها حالياً لا تديرها البلدية، فالخدمة الصحية من خلال ذلك شبه معدومة، وتوفير فرص عمل في هذه المستوصفات اكثر من معدوم، أما الحدائق العامة فحدث ولا حرج إما مفقودة، وان وجدت فهي مهملة تماماً، فقدان للمراحيض العامة فبدل ان يكون في كل منطقة اثنين ام اكثر لا يوجد في العاصمة كلها سوى اثنين او ثلاثة منها موجودة على الواجهة البحرية في منطقة دار المريسة وهي لا تتوفر فيها الشروط الصحية المطلوبة، فحيث ان الزائر لبيروت من المناطق اللبنانية وحتى ابناء العاصمة والسياح يتعذر عليهم قضاء حاجتهم بشكل لائق وصحي وحضاري بسبب ذلك،
وهل يجوز ان تصب مجارير المدينة على شواطئها التي تعد من اهم شواطئ الدنيا والى تاريخه لم يصار الى جرها الى عرض البحر كباقي دول العالم، هذا ويسجل غياب شبه كامل لترقيم الشوارع والابنية مما يتعذر معه وصول الزائر او ساعي البريد الى المكان المقصود بالسرعة اللازمة، هذا وبرك ونوافير المياه في الساحات مفقودة تماماً من طرقات المدينة وحدائقها ايضاً مفقودة علماً ان وجودها يشكل شيئاً من اللمسات الجمالية والحضارية والرومانسية يحتاج اليها المواطن والزائر، اما القواطع الفاصلة بين الطرقات تزرع وتترك دون سقي وعناية، او يسقى بعضها اثناء هطول الامطار!!!
وسباق الخيل وما ادراك ما سباق الخيل فيقتضي ان تحرر ارضه، وليفتش المستثمرون على موقع آخر، كي يتنفس ابناء المدينة والمقيمين فيها الصعداء في هذه المساحات من عقارات منطقة المزرعة ولتستعمل في كل ما يرتاح اليه المقيمون اليه وفق انجع المشاريع الحضارية كما باقي عواصم العالم، كل هذا من مهمات بلدية بيروت، ومن اجل هذه المهمات وغيرها تم انتخاب رئيس واعضاء المجلس البلدي للعمل على توفير كل الخدمات التي ذكرناها وسواها، فلا يجوز ان يبقى المجلس البلدي شاهد زور وبدون فعل مثمر في العاصمة، ولا يجوز ان تبقى البلدية بشخص المحافظ دائرة تحصيل رسوم فقط دون تقديم خدمات بشكلها الجدي والحضاري للمدينة، ودون توفير فرص عمل لابناء العاصمة اولاً وللمقيمين فيها ثانياً.
هذا وحلت المأساة على الفقراء والمحتاجين والاسر المستورة بسبب وقف توزيع المساعدات الاجتماعية التي قررت منذ بداية الجائحة كورونا والى الآن وذلك بسبب التناقضات والتعقيدات وعدم التنسيق الاداري والتعاون المطلوب في مثل هذه الحالة، اليس كان من الواجب اعلان حالة طوارئ من جانب كل المسؤولين البلديين وسواهم على اختلاف صلاحياتهم والعمل الفوري على توزيع المساعدات لاصحابها، وفي كل الاحوال لا بد من المساءلة والمحاسبة عن هذا التأخير في عدم مساعدة هذه الفئة الفاضلة من الشعب المقيم في العاصمة.
(نتابع)

  • الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.
  • مستشار قانوني ومحامٍ سابق لبلدية بيروت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى