فلسطين

آذار بعيون فلسطينية

يحلُّ علينا آذار حاملا في طياته مناسبات أممية وذكريات وطنية، لكن لهذا الشهر في الذاكرة الفلسطينية نكهة خاصة، فهو شهر التضحية والفداء، رسم فيه أبطال حركة “فتح” خارطة الوطن بدمائهم، فكانت أولى العمليات عملية سافوي التي انقض فيها أبطال الحركة على الغزاة الغاصبين، وفيه ثأرت الشهيدة دلال المغربي مع رفاقها لدماء الشهداء معلنة قيام الدولة الفلسطينية في عمق الوطن لساعات يوم ١١ أذار ١٩٧٨، وفيه مهر الفدائيون الفلسطينيون التاريخ بدمائهم يوم لقنوا الإحتلال الإسرائيلي درسا قاسيا في معركة الكرامة، فأسقطوا كرامة الجيش الذي لا يُقهر ومرغوا وجه جنرالاته بوحل قرية الكرامة لتستعيد الأمة العربية كرامتها في ٢١ أذار ١٩٦٨ بعد الهزيمة التي لحقت بها في حزيران العام ١٩٦٧.
وكأنّ آذار لم يرضَ الرحيل عن فلسطين، إلا وقد تلون برقوقه الأحمر بدماء الشهداء، يوم أراد الكيان الصهيوني تهويد الجليل بعد سنوات من الإحتلال ظنًّا بأنهم قد دجنوا الفلسطينيين ومحوا الذاكرة من عقولهم، فكانت الإنتفاضة في وجه المحتل .. هبوا أبطال فلسطين دفاعا عن أرضهم وكتبوا التاريخ بأضلاع الصدور ودماء الشهداء حتى أضحى اليوم الثلاثون من أذار مناسبة وطنية يحييها شعبنا في الوطن والشتات، للتعبير عن تشبثه بأرضه وبهويته الوطنية.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل:
يحلُّ علينا آذار هذا العام وشعبنا يعيش أصعب مرحلة في تاريخ الثورة الفلسطينية في ظل حالة التخلي الدولي والتطبيع العربي، وإمعان دولة الإحتلال الصهيوني في مسلسلها الإجرامي، فإننا ندعو إلى ضرورة رص الصفوف وإنهاء الإنقلاب وتعزيز الوحدة الوطنية كخيار استيراتيجي في معركة الدفاع عن حرية وكرامة الوطن.

وإننا في هذا الشهر نتوجه إلى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بأحر التحيات النضالية لصموده وعنفوانه وتحمله كافة أشكال القهر والظلم والمعاناة التي حاقت به منذ النكبة الفلسطينية، ونجدد القسم والولاء لأرضنا وسنبذل كل ما نستطيع من أجل تحريرها، كما نجدد العهد والقسم لشهدائنا الأبرار بمواصلة المسيرة النضالية.

وإننا إذ نطالب المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف جرائم العدو الصهيوني، فإننا ندعو العواصمَ العربيةَ للخروج عن صمتها، وأن تصدحَ الحناجرُ في الدنيا نصرةً لفلسطين والقدس.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل ويا أبناء الفتح الميامين:
إنّ الرهان اليوم على حركة الشهداء مفجرة الثورة الفلسطينية، وصاحبة المشروع الوطني، حركة “فتح” الأكثر صراحة مع شعبها.
وإنَّ الأخ الرئيس محمود عباس يرفض جميع الضغوطات الأميركية والأوروبية، ويصرّ على الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويصمد أمام الحصار المالي والاقتصادي، هكذا تعلّم من مدرسة الشهيد الرمز ياسر عرفات.
نموت واقفين ولن نركع.. لم ولن نبيع ولا نشتري في القضايا الوطنية.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، ولأسرانا البواسل الحُرِّيَّة ، ولشعبنا العزّة والكرامة.

        *وإنّها لثورة حتّى النّصر*

حركة التّحرير الوطنيّ الفلسطينيّ /”فتح”
منطقة الشّمال
الأربعاء ٣٠-٣-٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى