صحة وبيئة

مليون سلام وتحية لخط لجيش مصر الأبيض فى اليوم العالمي للتمريض فى مواجهة فيروس كورونا الدكتــــــورة / كريـمـة الشــــــــامى

يحتفل المجتمع الدولي في 12 مايو من كلّ عام بـ”اليوم العالمي للتمريض” «ملائكة الرحمة»، تقديراً لمهنة العطاء والإنسانية.، وقع تمّ اختيار هذا اليوم من العام 1974، وهو تاريخ يوافق الذكرى السنوية، حيث يوافق الذكرى السنوية لميلاد مؤسسة ورائدة التمريض الحديث فلورانس نايتينجيل، التى ولدت عام 1820 في إحدى ضواحي فلورانسا بإيطاليا، من أسرة متعلمة وثرية، فقد كافحت من أجل وضع أسس وقوانين لحماية مهنة التمريض والعمل على تطويرها، وفي عام 1907 حصلت على وسام الاستحقاق تقديرا لمشوارها الطويل في خدمة المرضى والجرحى، حتى رحلت في عام 1910. ويدلّ هذا اليوم على إسهامات الممرضات في المجتمع، حيث تتوارد كل معاني التضحية والرحمة التي تجسدها الممرضة والممرض في سبيل رعاية المرضى وإعانتهم.

فمهنة التمريض من المِهن السامية والإنسانية؛فهى ترتبط بصحّة الإنسان، والمحافظة على حياته، وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم، ومهنة التمريض والتى تمثل 65%، من منظومة الصحة فى مصر تعمل على مساعدة الفرد سواءً كان مريضاً أو سليماً على الارتقاء بصحته، أو استعادة صحته في حالة المرض، أو مغادرة الحياة بسلام، انطلاقاً من مفهوم الرعاية التلطيفية التي تقدمها الممرضة للمرضى خاصّةً المصابين بأمراضٍ خطيرةٍ، ويمرون بالمراحل الأخيرة من حياتهم، هذه المهنة هى علم يهتم بالفرد من الناحية الجسمية والعقلية والروحية من خلال العناية ببيئته، وتقديم التثقيف الصحي له باستخدام الندوات ونشر الإرشادات والنصائح له، فتتطلب تلقي العلم فى الحقل الطبيّ ، وممارسته؛ للحصول على الخبرة، ولها قواعدٌ وأصولٌ خاصّةٌ بها، وهي المهنة التي تتضمن مجموعة الأساليب الطبية، والنفسية المعنوية للتعامل مع المريض، ومساعدته على الشفاء والتعافي، ويسمى كلّ من يعمل في هذه المهنة بملاك الرحمة؛ وذلك للدور الإنسانيّ الذي يؤديه في المراحل العلاجية المختلفة،

ومهنة التمريض تحرص على تقديم أعلى مستوى من الرعاية والخدمات التمريضية الكفيلة بالحفاظ على صحّة وشفاء المريض ومنع تعرّضه للمضاعفات الخطيرة. تقديم هذه الخدمات التمريضيّة لكلّ المرضى أو الأفراد أو المعاقين، كما أنّها تتعامل مع الأطفال حديثي الولادة والأطفال والشباب وكبار السن ؛ بغضّ النظر عن الجنس، أو اللون، أو الدين، أو العِرق؛ فهي مهنة تختصر كلّ الفوارق والاختلافات , مع بذل أقصى جُهدٍ ممكنٍ خلال أدائها؛ وذلك لأنّ مجال الصحة والتمريض بشكلٍ عام يتعلّق بأرواح الناس التي لا تحتمل تأجيل الخدمة أو إلغائها، أو التراخي خلال تقديمها؛ فالممرضة الحقيقيّة تبذل كلّ طاقاتها أثناء العمل، كما تحرص على نوعية الخدمة المُقدمة. كذلك متابعة الحالة الصحيّة للمريض مع الطبيب المُشرف بشكلٍ دائمٍ، وتجنب إعطاء أى علاجٍ أو دواءٍ دون إذنٍ مُسبقٍ من الطبيب المُختص والمحافظة على أسرار المريض الشخصيّة أو المَرَضِيّة، وعدم نقلها إلى زملائه المرضى أو بقية المُمرضين.وأيضاً يجب أن تتعامل برفق مع المريض؛ وعدم الانفعال أوالتأفّف في وجهه المريض أثناء أوقات ضغط العمل؛هذا مع مراعاة القواعد العامة التي تسير عليها المؤسّسة الطبية التي تعمل لصالحها الممرضة.

فمنذ عدة أشهر أفاق العالم على جائحة ” كورونا المستجد ” كارثة لم تكن فى حسابات أكبر الدول ولم تشر اليها توقعات أعظم العلماء ..فجأة أصبح الجميع مطالب بل مأمور بالتخلى عن عمله وعلمه ومنصبه ..وكل دوره فى مقاومة الوباء أن لايفعل شيئا سوى المكث فى بيته ..معزولا عن غيره . إلا فريق واحد هو الفريق الصحى بكل كوادره. فقد تراجع الجميع وسكن فى بيته إلا أفراد الفريق الصحى .. جيش مصر الأبيض الذى تصدر صفوف الدفاع الأولى ضد عدو لايراه أحد .فقد ألقى الجميع المسئولية على عاتقه وحده ليقوم برعاية المرضى وعلاج المرض ومباشرة صحة خطوات الحجر الصحى ..بل علق على جهده درجة احتواء الكارثة والتعامل المثالى معها . وكعادة الفريق الصحى أن يضع الإنسانية قبل المادة والواجب قبل الحقوق ..هكذا تعلموا وبذلك عاشوا ..وتعاملوا منذ حملوا على عاتقهم مسؤولية هذه المهنة البيضاء , فالكل على أهبة الاستعداد.

فتحية شكر وتقدير وتحية فخر وإعزاز لجيش مصر الأبيض من هيئات التمريض ولأطباء مصر وجميع مقدموا الخدمات الصحية لدورهم الملموس بالمستشفيات فى مختلف محافظات الجمهورية، ودورهم الوطنى فى التصدى لمكافحة ومواجهة والقضاء على أزمة انتشار فيروس كورونا”الوباء العالمى” المعروف علميًا باسم “كوفيد – 19″الذى يمثل أبرز تحدٍ يواجه البشرية حاليًا والإجراءات الخاصة التى يقومون بها ولعلاج المصابين بفيروس كورونا وعلى كل ما يقدموه من أجل ولصالح الشعب المصرى.. فهم خط الدفاع الأول لنا فى مواجهة فيروس كورونا عبارات الشكر والثناء لا تستطيع أن تفى حقهم ولهم منا كل التقدير والشكر”.

أستاذ التمريض بجامعة المنصورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى