التحقيقات

بين الذكاء العقلي والذكاء العاطفي أخطاء شائعة وأوهام تحقيق: أسامة إسماعيل

يصف البعض الفرد المثقف النخبوي بأنه فاشل اجتماعيا"واقتصاديا"

وسياسيا”،وهذا وصف خاطئ ومخالف للحقيقة والواقع. فهؤلاء ينطلقون من منطلقات خاطئة وأوهام معششة في رؤوسهم ونفوسهم،وقد جاؤوا بها من الموروث الشعبي والاجتماعي السيء والمعلومات المشوهة والملتبسة عن الفرد والمجتمع والذكاء والعاطفة والغريزة والنجاح والفشل. والصحيح هو أن المثقف النخبوي يتميز بالذكاء العقلي أكثر من الذكاء العاطفي والغرائزي الذي يحضر بقوة في العلاقات الاجتماعية والسياسة الآنية ولعبة الاقتصاد والمال والولاء للمذهب الديني والتحزب.
هذا المجتمع والبلد يعبأ بالذكاء العاطفي والغرائزي أكثر مما يعبأ بالذكاء العقلي الذي يتميز به المثقف النخبوي. فالاكثرية تعتمد على الذكاء العاطفي والغرائزي أكثر من الذكاء العقلي في العلاقات الاجتماعية وللحصول على وظيفة وعمل ومدخول جيد وللزواج والمكانة. ورغم أن الذكاء العقلي أعلى مرتبة من الذكاء العاطفي والغرائزي، لا يحتل موقع الأولوية والافضلية في هذا المجتمع والبلد الذي يفتح ذراعيه لمن يكون لديه الذكاء العاطفي والغرائزي أقوى من الذكاء العقلي فيفضل في الوظيفة والعمل والمدخول الجيد والزواج والمكانة والوجاهة وحتى المناصب. فهذا هو المقياس السائد للنجاح والفشل والجدارة وهو مقياس خاطئ ومزيف. والمشكلة ليست في المثقف النخبوي بل المشكلة في المجتمع والبلد الذي يفضل الأفراد الذين يظهرون الانتماء والولاء للمذهب والطائفة والعائلة والعشيرة والمتزعم والحزب ويتصالحون مع المجتمع وعاداته وتقاليده وطقوسه ومناسباته وهذه الأمور تعتمد،بالدرجة الأولى، على الذكاء العاطفي والغرائزي.
أما الذكاء العقلي والإرادة فيشجعان الفرد على الحرية والاستقلالية والتمييز والتمايز والنقد والمعارضة حيث يجب. وهذه الأمور، لايستسيغها من لديه السلطة والسيطرة والنفوذ والأموال. وهذه الأمور تجعل المثقف النخبوي غير متصالح مع المجتمع والواقع والسياسة الآنية والانتماء المذهبي والطائفي ومع الأمور الشعبية كالانتخابات والمظاهرات والمناسبات والطقوس.
الغبي والفاشل ليس من يعتمد على الذكاء العقلي الفردي والإرادة الحرة والتمييز والتمايز سبيلا”للحصول على الحقوق الطبيعية والمكتسبة والمكانة وتحقيق الذات بل من يتخذ الذكاء العاطفي والغرائزي والولاء والتملق والأمور الشعبية والكذب والإدعاء سبيلا”للحصول على المكاسب والامتيازات والتفوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى