المقالات

الاقتدار الإيراني يردُّ ضربًا في قلب كيان العدو الإسرائيليبقلم: أ.د.غازي قانصُو

أولا- في أبرز تفاصيل العملية العسكرية الإيرانية المشروعة

●العملية التي نفذتها إيران ضد إسرائيل كانت قياسية، حتى اليوم، وتاريخية، فقد شهدنا فيها تنفيذ أول عملية من هذا النوع حيث استخدمت إيران 330 مسيّرة وصاروخًا مجنّحًا وبالستيًا في غارة واحدة.

● أثارت هذه العملية استنفارًا واسع النطاق في مساحة كيان إسرائيل الغاصِب، ممتدًا من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها، ومن الغرب حتى حدود دول الجوار الشرقية.

● استمرت الحالة الاستنفارية في مدةٍ لنحو عشر ساعات منذ انطلاق الهجوم الجوي والصاروخي من جمهورية إيران الإسلامية وحتى وصولها إلى الأجواء والأراضي الإسرائيلية.

● كما تم استهداف مقر الاستخبارات “الإسرائيلي” في جبل الشيخ، الذي كان متورطًا في الأحداث التي استهدفت قنصلية إيران في المنطقة.

كما تم استهداف قاعدة “نوفاتيم” التي كانت تستخدمها الطائرات “الإسرائيلية” لشن الهجمات على مواقع إيرانية في دمشق.

وأُعلِن عن تدمير كُلٍ من المقر الاستخباراتي في جبل الشيخ وقاعدة “نوفاتيم” خلال تنفيذ العملية العسكرية.

● وما خفي سَيَبِين، المهم إنّ الردَّ الإيراني حصل وبقوة المقتدرين.

ثانيا- في النتائج
● جسّدت إيرانُ في هذه العملية القوة، والاقتدار، والامكانيات العظيمة،والادارة القيادية الحكيمة، والمبادرة العسكرية الواضحة، وأظهرت تحركًا قويًا وحاسمًا من جميع الجوانب، مما يعكس قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية مُحكمة؛ أقوى، واعظم، وأشمل، وأوسع بكثير.

● وتأتي نتائج العملية من خلال حجم ونوع الرد الإيراني، حيث أسفرت عن أضرار مادية هائلة للكيان الصهيوني، مما ألحق به خسائر كبيرة في مختلف القطاعات، وهذا يعكس قوة وكفاءة القوات الإيرانية في التصدي للتهديدات العسكرية.

● تتجلى، أيضًا، نتائج العملية في التداعيات البشرية المعنوية والنفسية والاقتصادية على إسرائيل، حيث تعرضت لهجوم مباشر وجريء أثّرَ بشكل كبير على الثقة النفسية لدى الإسرائيليين وعلى استقرار الاقتصاد الصهيوني، وبالتالي على كيان الاحتلال كله.

ثالثاً- إلى أين؟
● لا يبدو أننا على وشك دخول حرب واسعة النطاق، حتى اللحظة، وهذا يشير إلى الحذر والتفكير المدروس في التصرفات العسكرية لأكثر من طرف، وتجنب الانزلاق نحو مواجهات تصعب الوضع الإقليمي والدولي.

● يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجنب الاندفاع في حرب ضد إيران، مما يعكس استراتيجية تجنب التصعيد والتركيز على الحوار والحلول الدبلوماسية بنسبةٍ ما.
● في السياق الراهن، نجد أن إيران تظهر قوتها وسيطرتها في الأرض والسماء، ومعها كل المحور، بينما يتجهُ الكيان الصهيوني وسكانه نحو الملاجئ.

وهذا بحد ذاته، يُحفِّزُ الوعي والتعقل، إذا وُجِدا، ليكونَ التفكيرُ أمرًا حيويًا لدى ساسة العالم، حيث يجب منح كل فرد حقوقه المشروعة، وإنهاء كل أشكال العدوان التي تشمل غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران.
ويجب أيضًا حل مشكلة المعتقلين الفلسطينيين بتحريرهم فورًا مقابل الإفراج عن أسرى العدو،
ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل،بأرضها، وبحرها، واقتصادها، وحدودها، كيانها السياسي.

●حاليًا، يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فعّال نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين، الذي بقي حتى الآن حبرًا على ورق، بناءً على مبادئ الحق والعدالة والانصاف، كما هي، كاملةً غير منقوصة، في كل معانيها الإنسانية وإلى أقصى حدودها. وهذا يتطلب التعاون والحوار بين الدول والمنظمات الدولية لوضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، وتجنب التصعيدات العسكرية التي من شأنها تعقيد الأوضاع وزيادة الصراعات الإقليمية والدولية.

كل التحايا لمن هنّأ ورحّب ونوّه بهذه العملية، كائنا من كان، وأخص بالذكر دولة الجزائر الشقيقة.

مع تحياتي
أ.د.غَازِي مُنِير قَانْصُو
عضو اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى