المقالات

الاستقلال الحقيقي فعل وسلوك لا شعارات ومظاهر \ أسامة اسماعيل

الاستقلال الحقيقي ليس بالمظاهر والشعارات والاحتفالات بل بالواقع والفعل والسلوك والأهداف والنتائج.والكثير من الناس يدعون أنهم يحبون الوطن ولكنهم في الحقيقة والواقع يقدمون التبعية والولاء لدول خارجية وللطوائف والمذاهب ولمن يسمون “زعماء” والأحزاب أو حتى لمن يسمون “ثورة”.وذلك لغايات السلطة والمناصب والزعامة والنفوذ والوظيفة والمال والوجاهة والشهرة ولأجل العاطفة والغريزة.والاستقلال الحقيقي لا يتعلق بالدولة فحسب بل يتعلق أيضا”بالأفراد.
الاستقلال الحقيقي هو عندما تكون الدولة بمنأى عن التدخلات والضغوط الخارجية والتبعية الاقتصادية والمالية والنقدية للخارج ونفوذه وتأثيره السلبي في السياسة العامة الداخلية والخارجية والوضع المالي والنقدي والاقتصادي والانمائي.ولاينحصر الاستقلال بخلو البلد من الاحتلال الأجنبي المباشر وتحرير الأرض.فارتباط الذين يسمون “زعماء”والأحزاب الطائفية والايديولوجية بدول كبرى واقليمية ماديا”ومعنويا”يضعف الاستقلال على صعيد السياسة العامة والاقتصاد والنقد والتنمية.وما دولرة الاقتصاد وربط العملة اللبنانية بالدولار الأميركي وتراكم الدين العام والعجز والخضوع لشروط صندوق النقد الدولي ومسرحيات الصراع والخلافات والتحالفات لأجل هذا المحور الدولي الاقليمي وذلك المحور، وما يسمى الحظر الدولي أو العقوبات الدولية على هذه الجهة أوتلك الا دليلا”على ضعف الاستقلال الداخلي.والاستقلال الحقيقي هو عندما يشعر الفرد وخاصة النخبوي المستقل بالحرية والكرامة والأمان وعندما تكون حقوقه محفوظة ومصونة فلا تتعرض حريته وكرامته وأمنه وحقوقه لمحاولات التعدي و”التشبيح”والاهانة والتهديد والتضييق من قبل الجهال والسطحيين والمتحزبين والأدعياء والفاسدين والفوضويين والمتعصبين والمزاحمين وأهل النكاية والحاسدين والغلاظ على الطريق وفي الشارع والمنزل والعمل والسوق ولايتعرض للظلم والمزاحمة غير المشروعة على الوظيفة وفرصة العمل والدخل الجيد والمكانة المعنوية من قبل الأدنى منه مستوى والأقل كفاءة وجدارة منه. وكذلك، ان طائفية المناصب والوظائف و”الواسطة” و”المحسوبية”تتعارض مع الاستقلال الحقيقي،ولعل الديموقراطية العددية الطائفية الحزبية احدى تركات الاستعمار أو “الانتداب”في هذا البلد.
استقلال الدولة مثل استقلال الفرد لايكون حقيقيا”ان لم تكن سياستها العامة الداخلية والخارجية وادارتها واقتصادها وماليتها العامة غير مرتهنة للخارج ولا تخدم هذا المحور أو ذاك ولا نفوذ هذه الدولة الأجنبية أو تلك، ولاتربط قيمة العملة الوطنية بالعملة الأجنبية الصعبة،فاذا حدث حادث تحول أو تهرب الودائع بهذه العملة الصعبة الى الخارج فتنخفض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي بنسبة95 في المئة وترتفع أسعار السلع والمواد والخدمات الأساسية الى ما يفوق 1000 في المئة ويبلغ التضخم النقدي أكثر من 120 في المئة،وكذلك استقلال الفرد لايكون حقيقيا” اذا قرر التحالف مع حزب أو جهة مسيسة معينة لأجل منصب سياسي أو نقابي والوجاهة والوظيفة والمال والشهرة،ولايكون حقيقيا”ان لم يكن الفرد المستقل نخبويا”فيكره الانتخابات الشعبية الطائفية الحزبية والتظاهرات الشعبية، وان لم يرفض الولاء المطلق للمذهب والطائفة والمعتقدات والعادات والطقوس والمناسبات التي تتعارض مع عقله وارادته الفرديين وتكوينه العلمي والثقافي وحريته واستقلاله وراحته وكرامته،وكذلك الاعلام لايكون مستقلا”حقيقيا”اذا كان ينتظر التمويل من سياسيين وأحزاب ودول خارجية فيسوق أزماتهم ومسرحيات تحالفاتهم وخلافاتهم وانتخاباتهم وتظاهراتهم وطائفيتهم، وان لم يكن نخبويا”وان لم يعارض التفاوت الكبير بالدخل بين الأفراد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى