المقالات

الجزائر ، ألف بداية وبداية l المحامي عبدالله الحموي

الثامن عشر من مارس ١٩٦٢ شكل في “الجزائر ” نهاية وبداية
نهاية الحل العسكري
نهاية المراوغات الديغولية
نهاية قرن وثلث القرن من الاستعمار الاستيطاني
نهاية أكذوبة أن “الجزائر” جزء من “فرنسا”
نهاية عداد كان يتحرك مع سقوط كل شهيد
نهاية اجرام فرنسي وصل إلى درجةالشروع في إبادة شعب بأكمله.
نهاية خسائر محتل فاقت قدراته على التحمل
نهاية عجرفة وغطرسة وفوقية الفرنسية
نهاية الدرن الفرنسي في “الجزائر”
نهاية الاستخفاف بشعب عقد العزم أن تحيا بلاده مهما كان الثمن
وبداية يقظة المفاوض الفرنسي على حقيقة أن بقاءه في أرض الجزائر
صار من المستحيلات
وبداية التهيئة للرحيل
لم تكن ” ايفيان” مجرد اتفاقية بل فرض واقع لم بألفه مستعمر
واقع يقول أن الدماء الطاهرة تطرد دماء خبيثة
لذا ، لم يجروء المفوض الفرنسي كعادته
أن يدون بقلم رصاص نصوصا ملتبسة يمحوها الرصاص
المحتل يبكي قتلاه بالدم والدموع
وشعب الجزائر يزف شهداءه بالزغاريد
معركة غير متكافئة
معركة بين الحق والباطل
لن يسمع الرصاص من قبر ” بو عمامة” بعد اليوم
فالمحتل وزبانيته يعدون العدة للرحيل
والسفن الفرنسية ترابض أمام مينائي “الجزائر” و”وهران”
لإعادة ” الإقدام السوداء” إلى بلاد النفوس السوداء.
هم الفرنسي أن يحفظ ماء وجهه
هم الفرنسي إلا تتفشى عدوى حرب التحرير إلى باقي المستعمرات
في الثامن عشر من مارس طويت آخر صفحة من جريمة استمرت قرنا وثلث القرن
قد آن للأمير ” عبد القادر ” أن يعود من ” دمشق” معززا مكرما ولو على عربة مدفع
قد آن للعلامة “أبن باديس” أن ينام قرير العين لأن جهاده الدعوي قد آتى أكله.
لن يكتب “مفدي زكريا” نشيد بلاده داخل زنزانة وبمداد الدم
بل بنور دماء مليون ونصف شهيد
في الثامن عشر من مارس ١٩٦٢
توقف العداد عن الإحصاء معلنا زف مليون ونصف قتيل جزائري نحسبهم عند الله شهداء
إنها البداية
ويليها بإذن الله الف بداية وبداية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى