فلسطين

القداسة ترفض النقد \ بكر أبوبكر

يأنف الكثير من المجتمع العربي والسلاطين والمؤدلجين والإقصائيين من انتقاد أنفسهم، أفعالهم، قراراتهم

فهم لا يخطئون! فكيف لك أن تُخطّئهم لا سمح الله!

وهم-كما يوهمون أنفسهم-المعبّر الوحيد عن الدين أو القومية او الوطنية أو أي فكرة يحصنونها بهالة من النزاهة وبمجموعة من السيوف والآيات ملتوية التفسير لتخصّهم فقط.

إنهم يحصنوها بالقداسة، وبما ينعكس على ذواتهم وأحزابهم وكل أفعالهم الجيدة والفاسدة معًا.

يستوي في فكرة تحصين الفكرة العقدية أو الايديولوجية (الفكرانية) المسيحي أو المسلم أو البوذي أو اليهودي أو الهندوسي المتعصب والمتشدد والمتطرف، فليس لك إلا أن ترى ذلك معكوسًا ليس بالنظريات المرتبطة بالفكرة أو في التعبئة والتحريض الداخلي للأعضاء وإنما تجده أيضًا في أروقة السياسة.

ورغم أنه من المعلوم أن السياسة تمثل إدارة شؤون الناس لذا هي متغيرة، ولذلك هي معرضة للنقاش والحوار وللمراجعة والنقد والنقد الذاتي وبالتالي تقبل الآخر. إلا أن الفكر الأحادي الإقصائي يرفض أي نقد له لأن نقده هو كحزب أو فكرة أو شخص وكلٌّ في بوتقة واحدة يعد كفرًا أو جوسسة أويعدّ خروجًا عن الطريق السوي.

خلاصة القول أن الفكرة المحصّنة بجدران تقديسية من خارجها هي فكرة ضعيفة.

فإن لم تضع الفكرة نفسها موضع الشك والتساؤل والتعديل والنقد والقبول والرفض فهي قطعًا خائبة وغير صالحة للاستمرار لأن أصل الأشياء التغيير.

لذا وجبت المراجعة والنقد وضمن آلية التفكير التي لا تتوقف عن الانتاج وللانتاج بعلاماته التجارية المختلفة قدرة على الابداع.

وما الابداع إلا الإتيان بجديد.

والجديد لا يأتي من تكرار القديم وإنما من تقليبه على أوجهه ودراسته والوعي بميزاته لاعتناقها او حسن عرضها، والسيئات للاستفادة في تركها أوعدم تكررها أوتحسينها. (سلسلة نجمعها تحت عنوان: النقد المحرم وجريمة التفكير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى