فلسطين

الهيبة والوحوش البشرية! \ بكر أبوبكر

بعد عشرين يومًا على الحرب البربرية على فلسطين وعلى القضية والنضال الفلسطيني وعلى الأمة من بوابة قطاع غزة الأبي ومسلسل “التطهير” مستمر. لم نجد من القيادات العربية عامة التجاوب الذي يتفق مع الطموحات الفلسطينية، والأمل بالعرب، ولم يكن ذلك بمستغربًا بتاتًا بعد أن قضت أمريكا جلّ وقتها منذ “اتفاقات ابراهام-ترامب” تجول في العالم العربي لتسوّق فقط إدماج سيطرة الإسرائيلي و”هيبته” على وفي الثقافة العربية والإسلامية باعتباره -يجب أن يكون- جزء لا يتجزأ من خلايا جسد الأمة، ومهيمنًا عليها.

بعد عشرين يومًا من المذابح المبثوثة على الفضائيات ضمن فكرة “التطهير” لهرتسل أو “محاربة الحيوانات البشرية” لوزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت” لم يكن لأي فلسطيني أو عربي حر أومسلم أن يتوقع من القادة العرب أن يخرجوا من جلودهم، حيث الحفاظ على الرغد الاستهلاكي الذاتي أكثر أهمية، وما يعد أولَى من بناء أو حمل المفاهيم تلك المرتبطة بالحق والعدل والحرية والتي تمشي بعناق لا فكاك منه مع القضية العربية (وليست الفلسطينية فقط) في مواجهة الاحتلال.

إن الاحتلال حين يفترض أنه يقتل الحيوانات البشرية كما قال وزير الحرب الصهيوني عام 2013 تكرارًا يكرر وينفذ مقولة هرتسل منذ أواخر القرن 19 حين قال: “نريد أن نطهر بلدًا من الوحوش الضارية” وتكرارًا لما قاله جابوتنسكي ” إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء.” ولهذا وذاك تتراكض دول الاستعمار الغربي القديم لمنح الاحتلال رخصة دولية بالقتل، ومن المستهدف الأكبر؟ إنه عقل وثقافة وحضارة هذه الامة التي يجب أن تخضع خضوعًا كليًا للإسرائيلي وليد الغرب المقدس.

صرح العديد من القادة الامريكان والإسرائيليين أن من أهداف الحرب على فلسطين اليوم هو إعادة هيبة “إسرائيل” في منطقة “الشرق الاوسط، لاحظ إعادة الهيبة على كل المنطقة! ما أحالني الى الحديث الشريف الشهير حديث زمان “غثاء السيل” أي كثرة عدد الأمة بلا فائدة تذكر، ولما سألوا عن السبب كانت الهيبة هي الأساس حين ذكر صلى الله عليه وسلم السبب بالقول “لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن” فنحن بين هذه وتلك.

بعد 20 يومًا والقادة العرب أكثر تمترسًا بمصطلحاتهم المستوردة من مثل”إدانة قتل المدنيين من الجانبين” و”توفير حياة أفضل للفلسطينيين” وإدانة “إرهاب النضال الفلسطيني”…الخ في إشارات الى أنهم لا صلة لهم بالواقع الشعبي والميداني القائم في مؤشرات اللفظ، وكأن لسان حالهم يقول: دعونا فلسنا نحن من أشعل الحرب ولا نرغب ولا ننوي، أو لانقدر أن نوقفها! كما أن لا علاقة لهم بمفاهيم الاستهداف والهيبة رغم أنهم المقصودين الحقيقيين!

بعد 20 يومًا من المذابح على الهواء مباشرة يظل الشارع العربي والإسلامي الحر والشارع العالمي أصيلًا في دفاعه عن المُثل والقيم العليا التي تحكم العالم. وهي الشعوب التي ترفض انحياز دولها لسطوة وهيمنة وظلم الكيان الإسرائيلي الوحشي، دونًا عن الفلسطيني الساعي لتحرير دولته المستقلة، وهي الشعوب التي ترفض جبروت الظلم والاستغلال والاحتلال و”الأبارتهايد”.

بعد عشرين يومًا والمذبحة قائمة والوجوه الكالحة فقط تتفرج! فما يحصل مجرد (شريط) أومسلسل من مسلسلات “نتفلكس”! وتنتهي ويأتي غيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى